'الوحم' بين الحقيقة والوهم


لندن - تمرّ الحامل بفترات حمل تطرأ عليها خلالها تغيّرات هرمونية ونفسية متقلبة، تجعلها محطّ أنظار محيطها الذي يصدّقها أحيانًا فيما يعتبر الموضوع مجرّد غنجٍ ودلال أحيانًا أخرى.
وتتعدّد التفسيرات بشأن الوحم وحقيقته، فلا يوجد تفسير دقيق أو محدّد للموضوع في حين يمكن تقسيم الأسباب بين شق فيزيولوجي- بيولوجي وشق نفسي صرف، فالتغيرات الهرمونية تبدل مزاج المرأة، كما قد تؤثّر على حاسّتَي الذوق و الشمّ عندها، وارتفاع نسبة هرمون الأستروجين يؤثّر بطريقةٍ مباشرة على الوحم.
لذلك يختلف مثلًا طعم بعض المأكولات بالنسبة إليها، مأكولات ربما كانت تحبها فتكرهها وأخرى كانت تكرهها فتحبّها، ويعود هذا الأمر في بعض الأحيان إلى الذكريات السعيدة أو الحزينة التي تعيدها رائحة بعض الأطعمة لدى المرأة أيضًا.
وتقول إحدى النظريات أنّ جسد الحامل يعي ما ينقصه من مواد غذائية فتزداد شهية المرأة وتدفعها إلى طلب بعض المأكولات التي تؤمّن موادّ أو معادن محدّدة في حال نقصها، وتبقى تطلبها حتى بعد الحمل ولكن بكميّاتٍ أقلّ.
وقد يكون الوحم وسيلة تعتمدها المرأة لجذب انتباه زوجها جرّاء شعورها بنقصٍ في الحنان والعاطفة فتسدّ بذلك هذه الثغرة عبر الوحم، وكنتيجة يشعر الزوج بالمسؤولية ويسعى إلى تلبية حاجة زوجته لإرضائها.
ويرى بعض العلماء أن الوحم ينتج عن حساسية لهرمونات الحمل خاصة الكوريونات المشيمية أو تأثير هرمونات الحمل على مراكز القيء في المخ أو إثر العوامل النفسية المصاحبة للحمل خاصة إذا كانت المعدة فارغة، كما قد ينتج عن نقص بعض الفيتامينات.
وتشير دراسة - أجرتها شركة سانتوجين البريطانية لصناعة حبوب الفيتامينات على مائتي امرأة حامل - إلى أن بعض المشاركات يأكلن مواد غريبة للغاية، مثل حذاء رياضة للأطفال وعيدان ثقاب محروقة بينما عمدت بعض الحوامل إلى تناول ما هو قابل للأكل ولكن مخلوطا بمواد غريبة.
وشملت القائمة أطعمة مثل آيس كريم بالخردل، شمندر مغطى بالكسترد، خبز ثوم بيوغرت فراوله، شوكولاته مخلوطة بالسلاطة، زيتون محشي بكريم الليمون الحلو، آيس كريم شوكولاته بالقريدس مع الأناناس، مسحوق القهوة مرشوش على كحكة، وأحيانا تجد الحوامل أنفسهن غير متأكدات من أنواع الأطعمة المسموح أو غير المسموح لهن بتناولها.
وفي هذا الصدد تقول أخصائية في تغذية الحوامل إن معظم الأطعمة الواردة الذكر لا تشكل خطورة على الحامل، لكن مواد مثل حذاء رياضة غير قابل للهضم ويثير الدهشة.
وتنصح الأخصائية باستشارة الطبيب أو القابلة إذا كانت الحامل غير متأكدة من سلامة الطعام الذي تشتهيه، وبالأخص إذا كانت تأكل كميات كبيرة منه، لضمان توازن طعامها خلال فترة الحمل.

ميدل ايست أونلاين

ليست هناك تعليقات for "'الوحم' بين الحقيقة والوهم"

Test 1
Test 2
Test 3
Test 4